التطعيـــــــــــم:
نظراً لأهمية التطعيم كأحد أهم وسائل وقاية الأم والوليد من الإصابة بالأمراض المختلفة،فقد آثرنا أن نخصص له جزء منفصل في الوقاية (كوسيلة من وسائل الوقاية الأولية). والتطعيمات هي "عبارة عن لقاحات عندما تعطي للجسم تحثه على تكوين أجسام مضادة للأمراض". وهناك مجموعتان من التطعيمات إحداها يعطى للام والأخرى تعطى للطفل ، وفيما يلي أهم هذه التطعيمات :
أولاً: التطعيمات الخاصة بالأم:
1 ـ التحصين ضد التيتانوس (الكزاز):
قد يتسبب مرض الكزاز في إصابة المولود بالبكتريا عن طريق قطع الحبل السري بسكين أو مقص غير معقم، مما قد يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس أو الالتهابات الرئوية أو الحمى الشديدة، وتبدأ برفض الوليد للطعام ، يلي ذلك تشنج عضلات الفك ، ثم يمتد لبقية العضلات الأخرى وكثيراً ما ينتهي بالوفاة.
ونظراً لقيام بعض الممارسين غير المؤهلين وغير المدربين بعملية الولادة فقد يؤدي ذلك إلى حدوث بعض الإصابات من وقت لآخر، وبما أن المستشفيات العامة تستقبل الحالات الطارئة فهناك حالات تحمل ميكروب الكزاز مما يعرض بقية النساء الحوامل للخطر ولذا يجب تحصين جميع الأمهات واللاتي ينقلن بدورهن المناعة إلى الجنين فتحميه من الإصابة بالمرض وذلك حتى يتم القضاء على المرض كلياً.
2 ـ التحصين ضد الحصبة الألمانية:
إن لقاح الحصبة الألمانية يحتوي على فيروس حي مخفف ولذا لا يجوز إعطاؤه في فترة الحمل، بل يمكن إعطاؤه للبنات من عمر أكثر من عام وإلى خمسة عشر عاماً وقد تتوفر الحماية المناسبة بتحصين الطالبات بين عمر 11ـ 12 عاماً، أو يتم التحصين بعد الزواج وقبل الحمل بثلاثة شهور ولذا يجب على الزوجات إتباع وسيلة مأمونة ضد الحمل كي لا يحملن خلال تلك الفترة.
3 ـ التحصين ضد التوكسوبلازما:
تحصن المرأة الحامل ضد التوكسوبلازما وذلك بتناول دواء السلفاديازين، أما الدواء الأقل مضاعفات فهو سبيرامايسيين، وللوقاية من المرض يجب الابتعاد عن القطط وغسل اليدين وطهي اللحوم جيداً.
ثانياً: التطعيمات الخاصة بالطفل:
1ـ لقاح الدرن:
وهو عبارة عن ميكروب حي مخفف، وفي كثير من الأحيان يترك اللقاح تفاعل موضعي ولكن عادة خفيف وتسبب التفاعلات خراج موضعي وتضخم في الغدد الليمفاوية في المنطقة والتهابات في العظام، والمضاعفات تكثر في الأطفال حديثي الولادة لذلك يعطونه نصف الجرعة.
2-لقاح السعال الديكي:
هو عبارة عن ميكروب ميت، ويقي من داء السعال الديكي الذي يسبب العديد من المضاعفات والذي يصل إلى حد الوفاة نتيجة الإصابة به غير أن له العديد من المضاعفات التي تنتج عند إعطاء اللقاح للطفل مثل الحمى والتشنجات ونقص الصفائح في الدم والهبوط، وسبب كل ذلك مادة البرتسوجين وحتى يتم إخراج هذه المادة من اللقاح يستحسن ألا يعطي اللقاح للذين يعانون من تشنجات أو خلل في الدماغ والذين يزيد أعمارهم عن 6 أعوام.
3 ـ لقاح الالتهاب الكبدي (ب):
وهو لقاح أحادي ويتراوح تركيز الجرعة فيه بين 10 ـ 40 ميكرون بروتين في المليميتر الواحد، ويعتمد في تقديم الجرعة على العمر وهو يفسد بالتجمد ومن ثم يجب حفظه في درجة 2 : 8 درجة مئوية ويعطي اللقاح على ثلاثة جرعات الأولى عند الولادة والثانية بعد 6 أسابيع والثالثة عند اكتمال 6 شهور.
4 ــ لقاح الحصبة:
هو فيروس حي مضعف وقد يؤدي اللقاح في بعض الأطفال إلى حمى خفيفة وضعف بسيط وفشل اللقاح عادة سببه سوء التبريد أو سوء الاستعمال ويعطي لقاح الحصبة في عمر 6 شهور لشيوع الحصبة في هذه السن، ولكن فعالية التطعيم تكون أقل من المطلوب بسبب وجود الأجسام المضادة لدى الأم لذلك فإن الطفل يعطي جرعة أخرى معززة ضد اللقاح الثلاثي الفيروسى ((MMR في عمر 12 شهر.
5 ـ لقاح شلل الأطفال:
يدخل فيروس الشلل إلى الجسم من الفم ويتكاثر في المرئ والأمعاء والعقد اللمفاوية، ثم ينتشر في الدم والجهاز العصبي محطماً الخلايا العصبية ومؤدياً إلى الشلل.
وهناك نوعان من اللقاحات أحدهما فيروسات ميتة والآخر فيروسات حية مضعفة والفيروس الثلاثي الحي المضعف يستعمل في التطعيمات الجماعية والميدانية لأنه يعطي مناعة أقوى زيادة على أنه يؤدي إلى وجود الأجسام المضادة في الأمعاء وبذلك يمنع حتى حمل الفيروس وعدوى الآخرين وميزة أخرى أن الفيروس المضعف ينتشر في المخالطين ويعطي لهم مناعة أيضاً.
6 ــ لقاح الحصبة الألمانية:
وهو عبارة عن فيروس حي مضعف، والأطفال المطعمون به لا يحملون عدوى والتطعيم ليس له أي مضاعفات ذات خطورة.
7 - لقاح النكاف:
عبارة عن فيروس حي مضعف،يؤدى إلى التهاب الغدد النكافية في الأطفال حديثي الولادة، ولذلك يعطي الأم نصف جرعة. وهو عادة مرض خفيف وتزول أعراضه في أيام قليلة ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى عطل في أعصاب السمع. أما في فترة البلوغ والكبار يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة مثل التهابات الخصية والتي تحدث لدى حوالي 30% من المصابين، واحتمال إصابتهم بالعقم. ويعطي اللقاح عادة مع لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (اللقاح الثلاثي الفيروس MMR) لا يفيد التطعيم بعد تعرض الشخص إلى المرض.
8-لقاح الدفتريا:
يستعمل مع لقاح الكزاز ولقاح السعال الديكي في ما يعرف باللقاح الثلاثي البكتيري (DPT) والتطعيم لا يمنع الطفل من أن يكون حاملاً للميكروب ومعدياً للآخرين.
9- لقاح التهاب سحايا الدماغ:
تعتمد اللقاحات الحالية ضد جراثيم السحايا على الأجسام الغريبة المكونة للكبسولة المحيطة بالبكتريا، وهي ليست فعالة في الأطفال حيث لا توفر هذه اللقاحات إلا حماية قصيرة الأجل ومحدودة لذا فإن تلقيح الأطفال في فترات الصحة لايمكن أن تقيهم من خطر الإصابة في فترات الأوبئة.
وهناك محاولات حديثة لتطوير هذا اللقاح وذلك بربط الأجسام الغريبة عديدة السكريات المحيطة بجرثومة السحايا بمادة بروتينية إضافية وقد ثبتت فعالية هذا اللقاح ضد البكتريا المسببة أيضاً للسحايا.
